غريبٌ أن لاتشتاقَ إليَّ، والأكثرُ غرابةً شوقي الدائمُ إليك… حبُّكَ بلا شكٍ هو قدري.. ماكرهتُك رغمَ قسوِتكَ على قلبي الصغير.. أتذكرُ كم ارتجفَ بين جوانحي وأنت تحضنُني طفلةً شقراءَ ملأت الشمسُ وجنتيها نمشاً فاتنة.. أتذكرُ كم جرَّحتْ صخورُك أقدامي وحفرتْ فوقَها بصمةً تذكِّرُني بك كلما أوشكتُ أن أنسى ملوحةَ مائِك، وهديرَ أمواجكَ وهي تضربُ جبَّارةً أطرافَ جزيرتي الوادعةِ أيها البحرُ الحبيب؟
إحساسٌ غريبٌ ينازعُني فرحي.. كأنَّ شيئاً ما يسرقُني من أنا.. يلقي بي في حضنِ حزنٍ موجعٍ كأنه غربةٌ تائهةٌ العنوانِ.. اتركني ياوجعَ القلبِ.. مازلتُ أحلمُ بالكثيرِ من الجمالِ.. لاتطبقْ عينيَّ على ألمٍ يُفرحُ سودَ القلوبِ.. ارحلْ خلفَ التلالِ البعيدة.. خذْ معك القلق.. خذْ العيونَ التي تخطفُ السعادةَ حسداً.. دعني أنيسةً بقلبي.. صديقِ عمرٍ وأنيسَ وحدةٍ.. هناكَ من يشتاقون إليكَ أكثر.. خذْهم معكَ.. دعني وقلبي نصلي معاً قبلَ الشروقِ..
ياللجمالِ المؤلمِ.. يالحرفٍ يذبحُ حسناً وحسرةً وآهاتٍ… ماأصعبَ الحرمان، وأن ترى عدوَّك باسماً وأنتَ باكي القلبِ دامي العينِ.. صعبٌ جداً أن تنكرَنا جوارحُنا.. أنْ تحرمَنا رشفةَ ماءٍ وهي تبكي حرماناً يجثمُ جبلاً من الهمومِ فوقَ صدورِنا..
ولكنْ لا.. سيظلُّ هناك أملٌ بمعانقةِ المفقود ولو بعدَ حينٍ طالَ أو قصرَ.. سأرجعُ إليك ياوطنَ الإباء… ياصدرَ الحنانِ عاشقاً ماخانَ خفقَ القلبِ الأولِ بخفقٍ آخر..
سقيمُ القلبِ بالحقدِ والحسدِ لايشعرُ بجمالِ لحظةٍ حتى ولو أتتهُ باسمةً.. لأنَّه يُغمضُ عينيهِ على بؤسٍ مظلمٍ ماذاق طعمَ الإشراقِ فباتَ هماً يتوجَّسُ الناسُ منه شرا..
بقلم
زاهية بنت البحر
Published by
zahya12
أديبة وشاعرة وتشكيلية سورية
مشاهدة كل المقالات بواسطة zahya12
جانب اخر من ابدعاتك يا زاااااهية
ظننت ان الزهر لايراقصك ابدا
وان قلبك لايخفق للجمال من شدة حزنك
ولكنك حتما انثى تملكين الاكثر والاكثر
فالرحلة الى داخلك قد تستغرق وقتا ..
جميلة اكثر انت ِ هنا
وجمالك ِ بحجم كثيف الى درجة انك ِ تتقنين لغة الجمااااال الكوني .
اشكررك على هذا الاثراء الادبي ..
إعجابإعجاب
أخي الكريم أستاذ يحيى
سبحانَ الله.. انظرْ كيفَ صارَ الحزنُ قاسماً مشتركاً بين الناسِ جميعاً.. هذه هي الحياةُ تبسمُ لنا مرةً وتكشِّرُ مراتٍ، ولكنْ حتى الحزن يظلُّ شعوراً إنسانياً إنْ عرفنا كيفَ نعيشُهُ، نسعدُ بهِ باللاشعور ، ونملكُ اللحظةَ، فنطوعها لمايسعدُنا، وأقول هذا الكلامَ عن تجربةٍ، فاللحظة ُالزمنيةُ العابرة ُ يجبُ علينا أن نتشبَّثَ بها مُرَّةً كانتْ أم حلوةً، ونحولَها لصالحِنا، ولانتركَ العمرَ يتسرَّبُ منها، فيفلتُ من بين أصابعِنا، ولن يعودَ هذا العمرُ مرةً أخرى، فلنعشْهُ بحزنِهِ وانشراحِهِ. فهو منَّا ونحنُ منه..
أختك
زاهية بنت البحر
إعجابإعجاب
يمكن للحياه ان تكون جميله مهما كان الالم مريرا
حكمتي في الحياة ابتسم رغم كل ما فيك من اوجاع
إعجابإعجاب
سلام الـلـه عليكم
الاخت الفاضلة الاديبة الاستاذة زاهية
اشتاق بين الحين والآخر , لزيارة متصفحك هنا , لقد اقمت فيه
بنجاح , صالونا ادبيا وفكريا فلسفيا , واتابع مشاركات الاخوة
والاخوات , من الادباء والمهتمين , مستمتعا بهذا الرقي , بهذا
الجو الروحاني الصافي .
واسمحوا لي ان اتشرف بوضع اسمي هنا في سجل الزائرين .
اخوكم
د. محمد حسن السمان
متصفح العمر لحظة(ملتقى الواحة)
إعجابإعجاب
eman, on أبريل 23, 2011 at 6:22 م said: تحرير التعليق
يمكن للحياه ان تكون جميله مهما كان الالم مريرا
حكمتي في الحياة ابتسم رغم كل ما فيك من اوجاع
رد
العزيزة إيمان
حكمة صائبة
أرجو لك السعادة دائما
شكرا لك
أختك
زاهية بنت البحر
إعجابإعجاب
جزيل الشكر والتقدير لزوار هذا المتصقح
إعجابإعجاب
سقيمُ القلبِ بالحقدِ والحسدِ لايشعرُ بجمالِ لحظةٍ حتى ولو أتتهُ باسمةً.. لأنَّه يُغمضُ عينيهِ على بؤسٍ مظلمٍ ماذاق طعمَ الإشراقِ فباتَ هماً يتوجَّسُ الناسُ منه شرا..
إعجابإعجاب